حنينة ضاهر: يا أللـه نجّنا من هذا الشاعر المجنون

الشاعرة والأديبة حنينة ضاهر، تعتبر من أشهر شاعرات لبنان، لا بل من أعظم أديباته أيضاً. عملت كمسؤولة عن الصفحات الثقافيّة في عدّة جرائد ومجلاّت لبنانيّة. نثرها لا يقل روعة عن شعرها، كما أن نقدها للأعمال الأدبيّة، يأتي، دائماً، مفعماً بالصدق. وما نفع الكلمة إن لـم تكن صادقة.
تعرّفت حنينة على شعر شربل بعيني، من خلال دواوينه التي حملها معه إلى لبنان الشاعر جان رعد، فما كان منها إلاّ أن أعدّت دراسة رائعة عنها، نشرتها في جريدة الأنوار البيروتيّة، بتاريخ 30 أيّار 1989، ونظراً لأهميّة الدراسة، وعظمة القلـم "الضاهري" الذي سطّرها، سأحاول نشر أكبر قدر منها:
"من بين الكلمات الكثيرة التي نردّدها في مجال التغنّي بلبنان، ومعطياته الجمالية والثقافيّة والحضاريّة و.. و.. و.. إلى آخر المعزوفة المموسقة القافيّة والرنين، كلمة لعلّها الأكثر صدقاً ومطابقة للواقع، خاصّة في الظرف الراهن، الكلمة هي: لبنان إمبراطوريّة لا تغيب عنها الشمس.
هذه الكلمة، أو هذا التبجّح، ورد من زمان، أيام كان اللبنانيّون المغتربون لا يشكلّون عشرة بالمئة من مجموع اللبنانيين، وكان لا يخلو من الحقيقة أو بعضها، فكيف بها الآن، وقد أصبح ثلاثة أرباع اللبنانيين، إذا لـم يكن أكثر، منتشرين في جميع الموانىء والمطارح، ليس بدافع السياحة وحب الاستطلاع، بل للبحث عن مكان يستطيعون فيه أن يذهبوا إلى أعمالهم صباحاً، بدون أن يكتبوا وصيّتهم، ويعودوا مساء إلى منازلهم، وليس إلى ديار الآخرة، أو إلى أحد المستشفيات، أو المصحّات العقليّة.
هذا الواقع الذي يتخبّط به اللبنانيّون منذ أربع عشرة سنة، ولمّا يزل، هو الذي أعطى للكلمة مفعولها الإيجابي على كل شبر من الأرض، ما عدا لبنان الوطن والأرض، الذي أصبح لبنانات عديدة موزّعة على كلّ مكان. فمن النادر، بل من المستحيل، أن تجد مكاناً في العالـم لـم يصله اللبنانيّون. وبقدر ما تكاثر الاغتراب اللبناني، وتنوّعت أسبابه، بقدر ما تعدّدت مناطق الاغتراب، واتسعت رقعته. فقديماً كانت مناطق الاغتراب التي يقصدها اللبنانيّون، تكاد تكون محصورة بين أفريقيا والأميركتين اللاتينيّة والشماليّة. أما الآن فما من دولة في العالـم لـم تفتح أبوابها أمام اللبنانيين".
وبعد أن تخبرنا حنينة عن كندا وأستراليا اللتين أصبحتا محط رحال الأكثريّة من اللبنانيين، تسجّل، كنماذج، بعض الإنجازات الفكريّة في أستراليا، وتبدأ بالتحدّث عن أدب شربل بعيني:
"من أستراليا، ومن مدينة سيدني بالتحديد، بين يديّ بعض المعلومات، وبعض النتاج الشعري. أمّا المعلومات فلقد تلقّفتها عن شفتيّ الشاعر المنبري الصديق جان رعد، إثر جولة شعريّة قام بها إلى تلك البلاد الخيّرة، وما لقيه في رحابها من معاملة مثالية، ورعاية فائقة، ما برح وسيبقى يحتضن دفأها في خلجات الحسّ، ونبضات الوجدان.
أما النتاج فمن ثـمار موهبة الشاعر المبدع شربل بعيني، المغترب إلى أستراليا منذ العام 1971، نزيل مدينة سيدني. النتاج هو أربع مجموعات شعريّة، هي على التوالي: مراهقة 1968، الغربة الطويلة 1985، رباعيّات 1986، وأللـه ونقطة زيت 1988.
قبل الدخول إلى عالـم شربل بعيني الشعري، يجدر بنا أن نعرف من هو شربل بعيني الانسان.
شربل بعيني من مواليد بلدة مجدليّا، شمالي لبنان، عام 1951. أصدر أول مجموعة شعريّة له، وهو ما زال في السابعة عشرة من عمره، بعنوان مراهقة، وقصائد مبعثرة 1970. هاجر إلى أستراليا في أواخر العام 1971. هو أول من أصدر كتاباً بالشعر اللبناني في أستراليا، وقد تناولت جميع الصحف الصادرة بالعربيّة في أستراليا وسواها من بلدان الانتشار اللبناني نتاجه الشعري بالتقييم والتحليل، وشاعريته بالإطراء والتقدير. والمجموعات الأربع التي ذكرتها ليست هي كل إنتاج شربل، بل هناك سلسلة طويلة من أسماء المجموعات التي أصدرها، تتعدّى الخمسة عشر اسماً، بين نثر وشعر. ومن الطبيعي جدّاً أن لا أكون قرأت المجموعات الأربع التي وصلت إليّ، في هذا الزمن الرمادي الذي نعيشه، إلاّ قراءة فوريّة وسريعة، وعلى ضوء ما قرأت بسرعة، أودّ أن أتحدّث عن هذا الشاعر الديناميكي، الذي لا يضيّع لحظة واحدة من لحظات حياته إلاّ مع الشعر وللشعر.
قلت: بسرعة قرأت، وأنا أعرف مسبقاً ما سيترتّب على هذا القول من نتائج، ولكن.. عندما تدخل إلى حديقة وارفة اللون والعبق، ويدغدغ حواسك الأريج، وتسبح عيناك بالخضرة والعطر، هل ستكون بحاجة إلى تفحّص كلّ زهرة على حدة، كي تعطي رأيك باسمها، وخصائص عطرها، وفصيلة دمها، لتقول هذه وردة جميلة؟!.. بالطبع لا. وهكذا الشعر، فإما أن يكون شعراً من الشهقة الأولى، والرشفة الأولى، وإمّا لا يكون.
ومن الرشفة الأولى سأكتفي الآن بالتحدّث عن أللـه ونقطة زيت، النتاج الأخير لشربل بعيني".
إلى هنا، وشاعرتنا الكبيرة ما زالت تعبّد الطريق أمام القارىء المقيم، ليتفهّم ثورة شاعر مهجري، تفجّرت وما زالت تتفجّر داخل كل ديوان أصدره، وخاصّة أللـه ونقطة زيت، الذي ترجمته إلى الإنكليزيّة السيّدة مهى بشارة، وأعيدت طباعته عدّة مرّات. تقول حنينة:
"أول ما استوقفني هو الاسم العنوان أللـه ونقطة زيت. كم هو مثير هذا الاسم، بخاصة في مساحات الشعر اللبناني. وكم يدعو إلى الدهشة والاستغراب: أللـه ونقطة زيت. يا أللـه نجّنا من هذا الشاعر المجنون، الذي يجعل نقطة الزيت تتساوى مع اللـه، أو العكس، ولكن... وعندما نتعرّف إلى فاعليّة وقدرة نقطة الزيت تلك في مضمونها، وماذا بإمكانها أن تحمل.. أو ماذا سيحمّلها الشاعر من مسؤوليّات وأعباء، قد تلغي صفة الجنون عن شربل، أو.. سنبارك له بها".
ألا تقولون قولي إن اعتراف حنينة أكثر إثارة من اسم ديوان شربل أللـه ونقطة زيت؟.. فلقد اعتبرت اسم الديوان مثيراً في مساحات الشعر اللبناني، وهذا ما يتميّز به شربل، إذ أنه يعرف كيف ينتقي أسماء كتبه. وأعتقد أن أسماء جميع دواوينه لا تقل إثارة عن أللـه ونقطة زيت، وبمراجعة بسيطة لتلك الأسماء تدركون صحّة قولي. ولنعد إلى الدراسة:
"شربل بعيني لـم يضع نقطة الزيت هذه في معادلة مع اللـه كفراً، بل.. إنه منتهى الإيمان. فهذه النقطة قد تكون المنظار الذي من خلاله يتجسّم كل ما يلمسه من حوله من ممارسات وتصرّفات وهرطقات، هي أبعد ما تكون عن مفهومه المصفّى للـه والدين والتعامل والوطنيّة. من هنا تنتفض (الأنا) الشاعرة كأعنف وأقسى ما تكون انتفاضة الإيمان الصادق وثورته على كل ما هو دجل ورياء. وشربل بعيني في انتفاضته الإيمانيّة بركان متفجّر، هو يكاد يجرف في طريقه كلّ شيء.
القصائد الأربع والعشرون التي تضمنّها كتاب أللـه ونقطة زيت، تمتاز بالعفويّة والصدق. فشربل بعيني يكتب بتلقائيّة ملفتة فائقة البراءة وكيف ما أراد، بلا خوف وبلا عقد. فالشعر هو صوته، ضميره، هو هويّته الشخصيّة. شعره تفجّرات علويّة تحمل من الأهداف أكثر ما تحمل من الصنعة، ومن الذكاء أكثر من التذاكي. الكلمة على شفتيه غجريّة مجنونة، تنطلق عارية عرياً كاملاً.. تماماً كالحقيقة".
لو لـم تكن حنينة ضاهر شاعرة شاعرة، لما تمكّنت من فهم شعر شربل بعيني كما لـم يفهمه أحد من قبل. ولما تمكّنت من امتلاك صحّة الأحكام وأبعادها، كما امتلكتها حين أصدرت هذا الحكم الواعي، الذي أعتبره شهادة تاريخيّة بشعر شربل: "شعره تفجّرات علوية تحمل من الأهداف أكثر ما تحمل من الصنعة، ومن الذكاء أكثر من التذاكي. الكلمة على شفتيه غجريّة مجنونة، تنطلق عارية عرياً كاملاً.. تماماً كالحقيقة".
أجل، هذا هو شعر شربل بعيني، يحمل من الأهداف أكثر من الصنعة، ومن الذكاء أكثر من التذاكي، ولو لـم يكن هكذا لـما أحببناها، ولـما سخّرنا وقتنا من أجل دراسته والكتابة عنه. وإلى باقي الدراسة:
"غريب هذا الشاعر التصادمي، الذي يعيش في المقلب الآخر من الأرض. أرض المصانع والمادة الجليديّة الحس والذوق والنبض، ومع ذلك، نراه يتفجّر كالشّلال الهادر، وما من شيء يقف في وجهه. يطبع المجموعات الشعريّة، بمعدّل كل سنة مجموعة. يحيي الأمسيات، ينشر في الصحف، وتتلقّف كلماته الناس، كل ناس الاغتراب، كرسائل الوطن وبطاقات العشّاق، وكيف ما كان، فهي أحياناً كسياط من نار، وكماء الزهر ومكاغات الأطفال أحياناً، وفي جميع الحالات تعشّش في الوجدان، وتزهر فوق الوسائد، وهو هو طفل يتفتّح الإيمان في قلبه، وعلى شفتيه تتعثّر الكلمات:
كل شي خلقتو بيحكي عنَّك
عن حبَّك.. عن ضحكة سنَّك
عن هَـ الإيدين المفتوحَه
عن هَـ الخير الفايض منَّكْ
إنتْ الشَّجره الْـ فوق التَّلِّه
إنتْ القمحَه بوكر النّملِه
يا خالق وبتخلَق هلَّقْ
بْرعشة قلبْ.. بزهرة زنبَقْ
مِن دون عْجايِب مِنْصَلّي".
سأكتفي باستشهاد واحد لها من ديوان أللـه ونقطة زيت، لأن ما أود إطلاعكم عليه ليس شعر شربل، بل أجمل ما قيل فيه، لذلك اسمحوا لي أن أنتقل الى خلاصة الدراسة:
"إذا كنت قد اخترت مجموعة أللـه ونقطة زيت كي أتحدّث عنها من بين المجموعات الأربع، التي وصلت إلى يديّ، فليس هذا لأن الثلاث الباقيّة لا تستحق الاهتمام، بل العكس هو الصحيح، فالموهبة المتفجّرة، والإبداع التصويري المبتكر، والوهج الشعري المبهر، والأسلوب المميّز، الذي يتفرّد به شربل بعيني، إضافة إلى صياغة جيّدة، وموقع هو الوسط بين الكلاسيكيّة العريقة والحداثة المنظّمة، التي تعتمد التجديد في الفكرة والموضوع والمعالجة، أي التجديد من الداخل، كل هذه المواصفات التي يتقنها شربل بعيني، ويمارسها في خطّه الشعري، رأيتها موزّعة بين المجموعات الأربع التي ذكرتها، ولكني ركّزت في حديثي عن أللـه ونقطة زيت، لأنني اكتشفت بين سطورها شاعراً مميّزاً بثلاثة أشياء مهمة هي: النضج الفكري والشعري في المعالجة أولاً، والإيمان العميق الواعي المتحرّر من التهويل والهرطقة ثانياً، وثالثاً هذه الثورة العارمة المتفجّرة في كل كلمة وكل حرف وفاصلة في قصائد شربل بعيني، على كل ما هو غلط وفساد وانحلال خلقي، وزيف اجتماعي، ودجل ديني.
شربل بعيني في أللـه ونقطة زيت هو مصلح اجتماعي، أكثر منه شاعر ينظم الشعر للشعر، على وزن الفن للفن، ولعلّه الوحيد، من بين الذين عرفتهم من جيله، الذي يتعامل مع الشعر على أنه رسالة ومسؤوليّة، يتوجّب عليه القيام بها وتوظيفها لإسعاد أمتّه، وإصلاح مجتمعه. فالشعر، قبل أن يكون أحلاماً وتنهدّات، هو رسالة، وعلى الشاعر تأديتها حتّى آخر نقطة من دمه، وآخر صورة شعريّة تتثاءب في خياله".
في نهاية دراستها أطلقت حنينة ضاهر شهادة تاريخيّة أخرى بشربل بعيني، إذ أنها اعتبرته "الوحيد" من بين الذين عرفتهم من جيله، الذي يتعامل مع الشعر على أنه رسالة ومسؤوليّة. كما أنها اعتبرته شاعراً مميّزاً بنضجه الفكري والشعري، وبإيمانه الواعي المتحرّر من الهرطقة، وبثورته العارمة.. وأعتقد، كما اعتقد الكثيرون قبلي، أننا إذا جرّدنا شعر شربل بعيني من ثورته فلا يبقى منه شيء.
من رسائل حنينة إلى شربل، اخترت رسالة واحدة، تتماشى مع دراستها أسلوباً ومعنى، ولكنها تتشاوف عليها شاعريّة، ولو وزّعنا جملها كما توزّع كلمات قصائدنا الحديثة، لحصلنا على قصيدة ولا أجمل، فلنقرأ ونحكم:
"في ذمّة الشعر لك من جوارحي بعض الوشوشات الدافئة. في ذمّة الحبّ لك من ريشتي بعض البوح الشجيّ. في ذمّة الوفاء لجان رعد، الشاعر الصديق، كل الشكر.
جان الإنسان الشاعر، على كبره هو كالنحلة، ما برح يحوم فوق المروج النيسانيّة اللون والعبق، يمتص الرحيق من الأزهار البريّة الطاهرة، فيحوّله عسلاً مصفّى على شفتيّ أنا القفير الصغير. أياديه عليّ المخمل الدافىء هي، كانت دائماً، والآن ازدادت دفئاً. ربّما، إذ حملت إليّ بعضاً من لهاث شاعريّتك العذبة الطعم، الموسيقيّة الرنين. وملأ خيالي الواسع بصورتك المشرقة بالنبل والجمال. بإصرار وعناد وإخلاص، زرعك في مخيّلتي سنديانة سمراء. وما زال، وما زلت تزوّده بالمادّة الدسمة التي تنعش إحساسه بالوفاء، وتحصّن إخلاصه بالخلود، فيحمل إليّ بين موسم وآخر ما يصله من إبداعك المتدفّق، ونتاج عبقريّتك المتألّقة. فحقّ له الشكر، كما حقّ لك خاصّة بعدما قرأت الجزء السادس من شربل بعيني بأقلامهم، الذي ناب عنك بإهدائه لي مشكوراً.
أسعدني كثيراً ما تتبّعته، في هذا الجزء، من مراحل نشاطك الرسوليّ في حقل الكلمة، التي هي رسالتك الشعريّة التي نذرت ذاتك لها. كما أسعدني أن يكون نشاطك المبارك في طريق الجلجلة اللذيذة التي اخترتها، يلاقي هذا التجاوب، وهذا الوقع الموسيقي في عقول وقلوب مواطنيك وقرّائك، وأن يكون لكلمتك هذا الصدى النوراني في الأذهان والمشاعر، وفي هذا ما يطمئن على فاعلية الكلمة الصادقة وخلودها، وشحنة كبيرة من الزخم لاستمرار العطاء.
من بين الأمثال والحكم التي نردّدها واحدة تقول: ربّ ضارة نافعة. هذه الكلمة الحكمة، أكثر ما تكون صدقاً في تطبيقها عليك، وعلى أمثالك من الموهوبين الذين شرّدتهم عواصف الجنون عن مواطن أحلامهم الدافئة، وطفولتهم الهانئة، لتنثرهم نجوماً لامعة، ومشاعل ساطعة في عتمات الغربة، ومناجم الإختبار، فكنتم رسل حضارة، وقدامسة الإبداع الجدد. 
ويلات الحروب!! من قال؟! إن للحروب بعض الحسنات، وإن نسبياً، إذ لولا هذه الست عشر من السنوات الرماديّة وعواصفها الهوج، التي حملتك إلى الهجرة، أو هجّرتك، لست أدري. لولاها لبقيت في هذا الحيّز الضيّق من الطمأنينة والاسترخاء الذهني المترف، لـم تتوجّع، لـم تشتق، لـم يمزّقك الحنين، لـم يخنقك الكبت، لـم يحدودب ظهرك انحناء، وأنت تلملم أشلاء أحلامك، وبقايا شبابك عن دروب الغربة، لـم يصهرك الألـم بناره المقدسة، ولـم يفجّر عذابك وحنينك هذا البركان الهادر من الشعر والحب والصدق. أظن، بل أؤكّد، أنك لـم تكن أنت الشاعر شربل بعيني، الذي أتمنّى له استمرار العطاء والتألّق".
أكثر الخصال التي أحببتها بشربل بعيني هي التواضع، أي ابتعاده عن الغرور والتبجّح. وكيف لا يكون متواضعاً وقد أخفى في (أرشيفه) رسائل الإطراء التي وصلته من أدباء لبنانيين وعرب، مخافة أن يخسر صداقة البعض، أو أن يُتّهم بالغرور.
رأي شاعرة معروفة كحنينة ضاهر بشربل بعيني، ليس ملكاً له، بل ملكنا جميعاً، ومن هذا المنطلق نفضت عنه غبار الأيّام، وأطلقته بالريح. وأعتقد أن الرابح الوحيد من كل هذا، ليس شربل بعيني، كما قد يتبادر إلى الأذهان، بل أدبنا المهجري لا غير.
**