حبيب الشعب

طلاّت شربل بعيني الشعريّة لا تحصى. صوته بالندوات الأدبيّة والحفلات الفنيّة يشهد له. مشاركته بأفراح وأتراح الجالية تخبرنا الكثير عن إنسانيّته وحبّه لمغتربيه.. لقد كان، وما زال، (حبيب الشّعب)، كما لقّبه المربّي المرحوم فؤاد نمّور.
ومن الأمسيّات الشعريّة الكثيرة الّتي أقامها، أو شارك بها، اخترت إحدى أمسياته في ملبورن لأخبركم عنها، تلك التي دعا إليها نسيبه كلارك بعيني عام 1986، بمناسبة صدور الجزء الأوّل من سلسلة كتبه الشهيرة شربل بعيني بأقلامهم، الذي يعتبر أول كتاب وقّع في احتفال رسمي في أستراليا.
كلارك يسكن في مدينة ملبورن، عاصمة ولاية فيكتوريا. وشربل يسكن في مدينة سيدني، عاصمة ولاية نيو ساوث ويلز. ومع ذلك تمكّنا، رغم بعد المسافة، من إهداء الغربة سبعة أجزاء من تلك السلسلة، أبعدت الضياع عن مئات المقالات والقصائد التي قيلت بأدب شربل بعيني، كما سلّطت الأضواء على العديد من الأقلام المغمورة في مغتربنا هذا.. إذ تـمّ نشر كل ما قيل بأدب شربل بعيني دون المفاضلة بين أديب مشهور أو قلـم مغمور، محبّتهم لشربل بعيني أزالت الفوارق بينهم، أو بمعنى آخر، وحّدتهم، وجمعتهم تحت سقف سلسلة أدبيّة واحدة.
ولكي تعرفوا ماذا حدث في تلك الأمسيّة، سأطلعكم على بعض ما كتبته صحفنا المهجريّة الصادرة يومذاك، منها ما توقّف عن الصدور كـ صوت المغترب وصدى لبنان، ومنها ما بقي مستمراً كـ البيرق والتلغراف.
كتب الأستاذ زاهي الزيبق في جريدة التلغراف، الصادرة في 29 آب 1986، ما يلي:
"دعا الأستاذ كلارك بعيني إلى أمسية شعرية مع الشاعر شربل بعيني، بمناسبة صدور كتابه الأول شربل بعيني بأقلامهم.
ولقد لبّى العديد من أبناء الجالية هذه الدعوة، وفي مقدمتهم سيادة الراعي الصالح المونسنيور بولس الخوري، وممثلو الصحافة والإذاعة وبعض الفعاليات الإجتماعيّة والثقافيّة في ملبورن.
الأمسية، وباعتراف كل من حضرها، كانت من أنجح الأمسيات الأدبيّة، فلقد بكى الحضور إثر سماعه الشاعر يصرخ:
بْخاطرِك.. عَم قُولْها وقلبي حزين
يا أرض دمع ودم سقيُوا ترابْها
يا نجمة الصبح.. وأمل المهاجرين
يا بيوت.. بزنودي رفعت عتابها
**
كرمال عينِك بس.. يا بلادي
زرعت بالغربه شعر وزهور
وضلّيت طول الوقت عم نادي:
يدوم عزِّك.. والقلب مقهور
**
يا أرزة بلادي هانوكي كْتير
ناس نصّابين.. ما عندن ضمير
رفعوا لواكي كذب قدّام البشر
ودبحوا طفالك غدر بِـ قلب السرير
إلى ما هنالك من الأشعار الوطنيّة الرائعة، التي ألهبت حماس الجمهور على مدى الساعة والنصف تقريباً".
سأتوقّف قليلاً عن متابعة نشر الخبر، لأعلّق على ما قاله الأستاذ زاهي الزيبق، المعروف جداً في الأوساط الإعلاميّة والأدبيّة في مقاطعة فيكتوريا، والذي تبوّأ رئاسة عدة مؤسسات إجتماعيّة وأدبيّة وحتّى سياسيّة. فلقد اعترف زاهي أن الأمسيّة كانت من أنجح الأمسيات الأدبيّة، وأن الجمهور بكى وهو يستمع إلى قصائد شربل بعيني، وهذه شهادة تاريخيّة تضاف إلى سجل شربل بعيني الأدبي المشرق. بعدها، نقل إلينا زاهي كلمة كلارك بعيني بحذافيرها، فقال:
"وكان الأستاذ كلارك بعيني قد قدّم الشاعر الضيف بهذه الكلمة المعبّرة:
لن أعرّفكم على شربل بعيني، لأنني لا أعتقد أن أحداً ما في هذه الصالة لـم يقرأ لشربل، أو لـم يسمع بالألقاب المختلفة التي وصفوه بها، فمن سيف الأدب المهجري، إلى شاعر المهجر الأوّل، إلى شاعر الغربة الطويلة، وغيرها الكثير. ولكن باعتقادي أن اللقب الوحيد الذي يليق به هو لقب الشاعر المكافح، فالشاعر والشعر توأمان، ولقد أحب شربل الشعر فكتبه منذ حداثة سنّه، وبالمقابل أحبّ الشعر شربلاً، فأتى إليه في صغره، ولقّب يومئذ بالشاعر الصغير.
وبعد وصوله إلى أستراليا بأشهر فقط، بدأت مجلّة الدبّور اللبنانيّة بنقل انطباعات شربل عن هذه الديار، تحت عنوان (أستراليا الحوت ونحن النبي يونان)، ولـم يطل بي الوقت حتى وجدت نفسي لاحقاً به لأرى عن كثب كيف كان يعمل ليلاً ونهاراً، ويقسم وقته بين شاعر ملهم وبين عامل كادح يتلظّى على جمر الحياة.
شبّهته بالعديد من المكافحين الذين سبقوه، وقدّموا للبشريّة خدمات عديدة. شبّهته بأديسون الذي لولا كفاحه المتواصل لما كان هناك ضوء، ولما سطع نور. ولو لـم يكافح شربل لما صمد طويلاً أمام مشقّة أعماله في النهار، وأرق جفنيه أثناء الليل، عندما تدق الأشعار أبواب مخيّلته بأيدٍ أثقلتها هموم الناس والوطن، ولكانت تلك الأشعار قد يئست وعادت إلى فضاء كونها الواسع، أو غطست في بحر الضياع.
سيّداتي، سادتي..
لست هنا لأخبركم عن كفاح شاعرنا في غربته الطويلة، بل لأقدّمه إليكم شخصيّاً، علّه يبلّ قلبوكم، ويرطّب نفوسكم بأشعار طالما تشوّقتم لسماعها. فشكراً لكم جميعاً، وشكراً لشربل لتحمّله مشقّات السفر من أجل إحياء هذه الأمسية الشعريّة".
وبما أن زاهي اعتبر أن الأمسيّة من أنجح الأمسيات الأدبية، كان لا بد له من إعطاء رأيه بشربل بعيني، فكتب في نهاية الخبر:
"شربل بعيني شاعر رقيق وحسّاس، أثبت مرّة أخرى، وفي ملبورن بالذّات، أنه طاقة شعريّة فريدة، تجمع الموهبة والعطاء مع لوعة الفراق، وطول الغربة الحرّاقة، التي اكتوى بنارها ملاحم وقصائد ودواوين:
إنت وأنا الـ منخلّص الأجيال
من ظلم شتّتنا بْهالغربه
والهمّ فوق صدورنا أحمال
والنّار تاكل قلبك وقلبي".
مراسل جريدة البيرق الأستاذ جوزيف قرعان لـم يكن أقلّ من زميله زاهي الزيبق إعجاباً بالأمسية، فلقد أعادته إلى ليالي الشعر والأدب والفن في لبنان، فكتب في العدد الخامس من جريدة البيرق، الصادر في 30 آب 1986، ما يلي:
"بصوت صافٍ، وبحماس نابع من القلب، قدّم الشاعر الكبير شربل بعيني ندوته الشعريّة التي دعي إليها من قبل الأستاذ كلارك بعيني، يوم الأحد الماضي، وحضرها جمهور من عشّاق الشعر والأدب، ومراسلو الصحف والإعلام، يتقدّمهم سيادة المونسنيور بولس الخوري.
قدّم الأستاذ كلارك شاعرنا الوطني بكلمة شكر فيها كل من كتب أو قرأ عن شربل بعيني (لأن لولاهم لما كان هناك كتاب شربل بعيني بأقلامهم). وقال: (إن اللقب الوحيد الذي يليق بشربل هو لقب الشاعر المكافح، لأن شربل أحب الشعر منذ حداثة سنّه... ولقّب بالشاعر الصغير).
إن هذه الأمسية الشعريّة الجميلة أعادتنا إلى ليالي الشعر والأدب والفن في لبنان، حيث كانت الكلمة تخرج من فـم ناطقها، آنذاك، تحمل في معانيها حبّ الأرض والطبيعة والجمال. لكن هذه المرّة، تحمل بشعر شربل بعيني الأسى والحسرة والحماس على وطن يذوب من قلّة إدراك شعبه، واستسلامهم لمطامع زعمائهم الشخصيّة".
وبعد أن يستشهد جوزيف بعدة قصائد لشربل "تنحصر كلّها في الوضع الذي يعيشه لبنان"، يخبرنا أن شربل قال له: "لبنان في قلبي أينما كنت.. وأنا توقّفت لأنني شعرت أن الحاضرين أدمعت عيونهم، وغصّوا بالبكاء".
نقدر أن نفهم من هذا الكلام، أن شربل بعيني، وبعد ساعة ونصف من الإلقاء الشعري المتواصل، توقّف عن الإلقاء كي لا يرى بكاء الناس، وكي لا يزيد من حزنهم على وطن كان حلمهم الأجمل، وفجأة اشتعل الحلم، وتتطايرت شراراته في الهباء، وما من أحد يحرّك ساكناً. فوجدوا العزاء، كل العزاء، في قصائد شربل، فتمسّكوا بها كصوت صارخ في بريّة عالـم غارق حتى أذنيه في مستنقعات السياسة والطائفيّة والمادّة.
مراسل جريدة صوت المغترب الأستاذ مطانيوس مخّول أخبرنا أن جمعاً غفيراً من أبناء الجالية قد حضر الأمسيّة، وأن عاصفة من التصفيق هبّت لدى صعود الشاعر إلى المنبر، فكتب يقول:
"يوم الأحد الماضي في 24/8/1986، كانت الجالية اللبنانيّة على موعد مع عملاق الشعر العربي، وحامل سيف الحقيقة، الشاعر اللبناني الكبير شربل بعيني، في الأمسية الشعرية التي حضرها جمع غفير من أبناء الجالية، وفي مقدّمة الحضور سيادة المونسنيور بولس الخوري، راعي الطائفة المارونيّة في ملبورن، وعدد من الوجوه الكريمة ومندوبي الصحف العربيّة البيرق وصوت المغترب، ومنسّق الإذاعة العربية في ملبورن.
قدّم البرنامج الأستاذ كلارك بعيني، حيث شكر الجميع على تلبية هذه الدعوة، وألقى كلمة موجزة عن حياة الشاعر الكبير الأستاذ شربل بعيني. ولدى تقديم الشاعر هبّت عاصفة من التصفيق الحار، فصعد إلى المسرح وهو يحيي الجمهور، وبدأ بإلقاء أشعاره التي تعبّر عن الحقيقة والواقع، اللذين رسمهما في قلبه من حين وصوله إلى هذه البلاد.. وعن التفرقة التي يعاني منها الشعب اللبناني عامّة، بسبب حكّام تعوّدوا على المتاجرة بالدين والوطنيّة المزيّفة.. ومفجّراً طاقاته الشعريّة، ومنتقداً من باعوا الوطن. وما حضوره إلى ملبورن إلا لأجل إظهار الكلمة الحقّ، حتى تعود القلوب الضائعة إلى أصالتها ومحبّتها.
من هنا، من هذا المهجر البعيد، يحمل سيف العدالة، يدق ناقوس الحقيقة ليدوي في الآذان، وليعودوا لرشدهم، وينقذوا ما تبقّى من هذا الوطن الجريح، ويقفلوا أبوابه المشرّعة أمام كل عدو غاشم ومرتزق طامع.
نقدّم تحيّاتنا إلى شاعر المهجر الكبير، وإنه خير رسول للبنان في دنيا الإغتراب".
وبسبب نجاح هذه الأمسيّة المنقطع النظير، دُعي شربل بعيني مرّة أخرى، في العام 1988، إلى إقامة أمسيّة شعرية ثانية، كانت أنجح من الأولى. وبما أن الأستاذ كلارك بعيني هو الداعي أيضاً للأمسية الثانية، بمناسبة صدور الجزء الثالث من شربل بعيني بأقلامهم، وجدت أن لا غضاضة إذا أخبرتكم عنها. فلقد كتب الأستاذ كميل مسعود في جريدة صدى لبنان، الصادرة في 19/7/1988، العدد 605، ما يلي:
"مساء الجمعة الماضي، أقام شاعر الغربة الطويلة، الشاعر المتمرّد شربل بعيني، أمسية شعريّة في ملبورن، بمناسبة صدور الجزء الثالث من كتاب شربل بعيني بأقلامهم، مع كلمة للأديب الأستاذ كامل المر، وذلك في منطقة برنزويك.
كانت الأمسيّة مملؤة بالنقد الصادق، وقد فجّر فيها ما لـم يُفجَّر، وكشف أيضاً أقنعة جميع السياسيين واللاعبين في لبنان على الشعب المسكين..
حضر الأمسية نخبة كبيرة من أبناء الجالية ومن محبّي الشعر. يتقدّمهم سعادة قنصل لبنان العام الأستاذ مصطفى مصطفى، وسيادة المونسنيور بولس الخوري، والأستاذ سامي مظلوم، والأستاذ رياض الأسمر، وممثلو الصحف اللبنانية والإذاعة العربيّة، وغيرهم.
الساعة السابعة والنصف مساء، افتتح الأمسية الأستاذ كلارك بعيني، الذي دعا لهذه الأمسية، والذي كان له الفضل في جمع مثل هذه الوجوه الكريمة، فألقى كلمة جاء فيها:
أتخيّل أمامي الآن حلقة عظيمة، أخالها تجمع لبنان الوطن الأم بأستراليا الوطن المضياف، فطالما بقيت هذه الحلقة، بقينا على اتصال دائم بوطننا، وظلّ تاريخنا، الذي به نفتخر، متّصل الحلقات. وطالما أننا نفتخر بأصلنا، ونمجّد تاريخنا، علينا أن نكرّم أدباءنا، وكتّابنا، وشعراءنا، كما تعوّدنا على تكريم آبائنا وأمهاتنا ورجال ديننا وشهدائنا الأبطال.
الحمد للـه على أننا في هذه البلاد لا ينقصنا شيء، سوى بعد وجه لبنان عنّا. فعندنا الكنيسة، والجامع، والصحف، والإذاعة، والأديب، والشاعر. وفي هذه الليلة بالذات، يوجد معنا أديب، عرفته كبريات الصحف العربيّة، والندوات الفكريّة في لبنان وأستراليا، وكان لي شرف التعرّف به في مدينة سيدني. أقدّمه لكم الآن في هذه الأمسيّة، وهو الأستاذ كامل المر".
وكان الأستاذ كامل المر، رئيس رابطة إحياء التراث العربي في أستراليا، قد رافق الشاعر شربل بعيني في رحلته إلى ملبورن، بغية تقديمه لجمهور الأمسية. وها أنا أعود لما كتبه كميل في صدى لبنان، كي أطلعكم على بعض ما قاله المر:
"إنه لشرف كبير أن تتاح لنا الفرصة للوقوف بينكم هذه الليلة، والتحدّث إليكم، والإستماع إلى آرائكم، وإننا، والحق أقول لكم جميعاً، مدينون بهذا اللقاء إلى الأخوين شربل وكلارك بعيني.
لقد تفضّل الأستاذ كلارك بعيني مشكوراً بدعوتنا لحضور هذه الأمسية، وكم كنت أتمنى أن يصدر مثل هذا الجهد المشكور، الذي قام به الأستاذ كلارك بعيني، عن رابطة، أو اتحاد، أو مؤسسة، تأخذ على عاتقها رسالة التوعيّة الفكريّة والأدبيّة، لتعرّف أجيالنا الصاعدة بتراثها العريق، فتنشأ الأجيال ولها ملء الثقة بذاتها، لأنها تنحدر من جذور تاريخيّة عريقة، كان لها على مرّ العصور دور حضاري وفكري مرموق".
ثـمّ تابع كلامه قائلاً:
"أوصيكم بالمحبّة يا إخوتي، فالمحبّة ترفع عنّا سموم الطائفيّة، وتساعد إنساننا على تحقيق ذاته. فبالمحبّة أيضاً تُبنى الأوطان، وبالحقد والبغضاء تتشتت وتزول".
وختم كلامه بتقديم شاعر الغربة الطويلة شربل بعيني، الذي ألقى كلمة شكر فيها القنصل العام مصطفى، والمونسنيور المرحوم بولس الخوري، والحضور. ثـم انتقى عدّة قصائد من مجموعاته الشعرية كيف أينعت السنابل؟، وأللـه ونقطة زيت، والغربة الطويلة، قوطعت جميعها بتصفيق حاد، أجبر شربل بعيني على قطع التصفيق مرّات عديدة لإكمال إلقائه.
وتحوّلت الأمسية إلى سوق عكاظ شعرية أدبية، بعدما دعا شربل بعيني الحضور إلى المسرح، ليقول كل من يشاء كلمته ـ شعراً أم نثراً ـ مشيداً بهذه النوعيّة من أهل العلم والقلـم، التي جاءت تشارك في الأمسية. وكان أن شارك فيها كل من سعادة القنصل العام بقصيدة وكلمة حيّا بهما شربل بعيني، والأستاذ سامي مظلوم، والشاعر الياس قدّور، والدكتور أنيس مرسي.
وانتهت الأمسية بحفلة كوكتيل، أعدّها كلارك بعيني للحضور، الذي شكر كلارك وشربل وكامل، آملاً استمرار العطاء، وتتالي اللقاءات الأدبيّة".
إذن، فجمهور ملبورن، كما أخبرنا الأستاذ كميل مسعود، قد أعجب بالأمسية، وطالب باستمرار العطاء، وبتتالي اللقاءات الأدبيّة. كما أنه أخبرنا أن شربل بعيني قد قاطع التصفيق عدّة مرات، أو بالأحرى، أوقفه، كي يتابع إلقاء قصائده. وأنه حوّل أمسيته الشعريّة إلى سوق عكاظ، بعدما طلب من الجميع المشاركة في الكلام. فمن يحب التعليق على قصائده فليتفضّل، المجال مفتوح، وحريّة التعبير متاحة للجميع في الأمسية.
من تصرّفات كهذه، نقدر أن نستشف سمو أخلاق شربل بعيني الأدبيّة، وأنه لا يستجدي التصفيق، ولا يخاف النقد، أيّاً كان مصدره، وأنه يفسح المجال لاكتشاف مواهب أدبيّة جديدة، قد لا تأتيها الفرصة للظهور في مغترب مادي ضائع، كل ما فيه ينتهي لحظة بدايته.
**