من السودان واليمن مع أطيب التمنيّات

يعتبر السودان من أكبر الدول العربيّة، وأكثرها عرضة للطوفان وللمجاعة، وفي نفس الوقت يعتبر من أغزرها إنجاباً للشعراء. وقبل أن أطلعكم على رسائل أحد أبناء السودان العظماء، التي أرسلها لشربل بعيني، وبها يخبره عن الطوفان والحرّ الشديد، وعن الشعر والأدب. أودّ أن أعرّفكم به، لتعلموا رسائل مَن نقرأ، وآراء مَنْ نناقش. ومَن أفضل من الدكتور الشاعر تاج السر الحسن ليعرّفنا عن نفسه؟ كما جاء في هذه الرسالة التي أرسلها لشربل، في العشرين من كانون الأول 1988:
"تحيّة طيّبة وبعد،
بمزيد من السرور تلقّيت رسالتك الرقيقة. ماذا أقول لك عن حياتي؟: ولدت عام 1935 بجزيرة أرتولي، من أعمال المديريّة الشماليّة بالسودان. تلقّيت تعليمي الإبتدائي بالسودان، أمّا تعليمي الثانوي والعالي فقد تلقّيته بجمهوريّة مصر الشقيقة، حيث أكملت دراستي بجامعة الأزهر عام 1960، كليّة اللغة العربيّة. صدر لي الديوان الأوّل قصائد من السودان بالإشتراك مع الشاعر السوداني جيل عبد الرحمن، ثـم أصدرت بعد ذلك ديوان القلب الأخضر في جمهوريّة مصر العربيّة عام 1968، عن دار الكاتب العربي. يصدر لي هذه السنة ديوانان من الشعر في بيروت، وكذلك كتاب في النقد الأدبي، عنوانه الإبتداعيّة في الشعر العربي الحديث، وأعمال أخرى في علـم الجمال، ومجموع مقالات في "السياسة والأدب"، وإعادة طبع ديوان القلب الأخضر من دار الجيل بلبنان.
شكراً يا شربل على إهدائك الكتابين لشخصي المتواضع، وقد استمتعت فعلاً بالإطلاع عليهما، وعندما يتم طبع كتبي أعدك بإرسال نسخ منها إليك".
هذا هو الشاعر السوداني الكبير، الدكتور تاج السر الحسن، الذي التقاه شربل في المربد الشعري الثامن في العراق، وهذه هي شهادته بشربل بعد أن استمع إليه وهو يلقي قصيدته المربديّة الشهيرة "أرض العراق أتيتك":
"لـم أكن أصدّق عيني وأنا أتحدّث إلى واحد من أحفاد أساتذتي شعراء المهجر الكبار، حتى أتيح لي اللقاء بالشاعر الصديق شربل بعيني، فرأيت في وجهه البشوش طيبة أهل لبنان. وما أن قرأت قصيدته المربديّة، حتى أحسست فيها بصدق الشاعر، وأصالة التجربة.
لـم أكن أصدّق نفسي أن تتكرّر الغربة مرّة أخرى. ألـم يكفنا نحن أهل الشرق ذلك الإغتراب الطويل المرير؟ لقد اغترب جبران، وأبو ماضي، ولكن أن يغترب جيلنا فذلك أمر عصيب، لن ينقذنا منه إلاّ الشعر، الشعر الحقيقي الصادق، مثل ذلك الذي وجدته في قصيدة الصديق شربل بعيني. تمنيّاتي لك ياشربل: المزيد من الإزدهار في حياتك الإبداعيّة".
وفي رسالة له بتاريخ 30 أيّار 1988، يخبر شربل بعيني عن الأرض الساخنة، وعن سبب تأخّره بالمراسلة، وأنه معجب بالشعر القومي، أي الزجلي، وقد كتب عنه في صحيفة السياسة، وإليكم ما كتب:
"تحيّة طيّبة من الأرض الساخنة، فدرجة الحرارة هذه الأيّام في الخرطوم 47 درجة فهرنهايت، فاعذرني لكسلي في الردّ عليك، وإن كان خطابك العزيز، وقصاصات صدى لبنان بين يديّ لا تفارقني، أقرأ ما سطّرته بيراعك الشاعر.
شكراً لك، عزيزي، على تعريف شخصي الضعيف لدى القرّاء عندكم. كما اطلعت على (ستوب)، ووجدت فيه تلك النبذة التي كتبتها عن شعركم البديع. ولا شكّ أن كتاب شربل بعيني بأقلامهم قد كان جميلاً.
قبل، كتبت عن (الشعر القومي) في صحيفة السياسة السودانيّة، وهذا يعني أنني أحبّ الشعر العامي، ولا أتردد في قبول أي كتاب يصلني منك في هذا الموضوع.
وفي الختام، تقبّل خالص تحيّاتي، وعميق ودي، وشكري وتقديري".
الآن، بدأت أفهم سرّ امتناع معظم الجرائد والمجلاّت العربيّة عن نشر الشعر العامي، وعدم السماح لأي كان بإلقاء قصيدة عاميّة في المربد الشعري. فإذا كان الدكتور السر الحسن لن يتردد في قبول أي كتاب زجلي يصله، فهذا يعني أن الكثيرين غيره قد يرفضون مثل هذه الكتب. أَوَ لـم يؤكّد الدكتور عبد اللطيف اليونس على الصفحة الأولى من الثقافة السورية الصادرة في 9/5/1993، أنه يحب شعر الزجل، وأنه يحفظ بعضه ويرويه، ولكنه، والكلام له الآن: "لست من مؤيّديه، والأصحّ مؤيّدي نشره بكتب، لينوب عن الفصحى ويحل محلها". رغم أنّه أكّد في نفس المقال، بعد قراءته لديوان مناجاة علي لشربل بعيني: "أن أي شعر فصيح لا يمكن أن يسمو على شعور هذا الشاعر باللغة العاميّة".
فإذا كان الدكتور عبد اللطيف اليونس، يعترف أن ما من شعر فصيح يمكنه أن يسمو على شعور شربل بعيني باللغة العاميّة في ديوانه العالمي مناجاة علي، فلماذا إذن لا يؤيّد نشره بكتب؟!.. ولو لـم ينشر شربل مزاميره بكتاب، أما كان اليونس قد حُرم من التمتّع بقراءتها، وحُرم الأدب العالـمي، أيضاً، من الحصول عليها، بعد أن ترجمت إلى عدّة لغات. ثـم مَن قال إن الشعر العامي سيحلّ محلّ الفصحى؟!.. فمنذ التكوين والشعر العامي يسير بمحاذاة الفصيح، دون أي اصطدام، أو دون أن يخيف أحدهما الآخر، أو أن يفكّر بإلغائه.
لقد أرسل شربل العديد من كتبه للدكتور السر الحسن، كونه يطبع كتبه في أستراليا، بينما ينتظر دكتورنا الفاضل صدور أعماله عن بعض دور النشر العربيّة، التي تكثر الوعود، وتقلّل التنفيذ، حتى نفد صبره، فكتب إلى شربل رسالة، بتاريخ 10 تموز 1988، يقول فيها:
"تسلّمت الكتب ورسالتك ضمنها. شكراً لك يا صديقي على هذا الوفاء لأخيك.. وما أجمل غزارة هذا الإنتاج.
أكتب إليك، وقد زالت موجة الحرّ الجهنميّة، وحبانا اللـه بأمطار جعلت الجوّ جميلاً غائماً، يشبه ما لديكم.
كنت البارحة عند بعض الأخوة الناشرين، وسمعت كلاماً جميلاً، وهو أن بعض الأعمال ستصدر، إنشاء اللـه، خلال الشهرين القادمين، وخصوصاً كتاب الإبتداعيّة في الشعر العربي الحديث، الذي حدّثتك عنه بالمربد. أملي كبير في صدور تلك الأعمال، حتّى أقوم بردّ الجميل لك يا أخي شربل العزيز.
أمّا التعليق على أعمالك فأتركه إلى رسالة أخرى. لك عظيم شكري، وفائق تقديري وودّي".
سؤال بسيط وجّهته لشربل بعد قراءتي لهذه الرسالة: هل طبعت كتب الدكتور السر الحسن؟ وهل أرسل لك نسخاً منها؟.. فجاءني جوابه صريحاً ومعبّراً: وهل عندنا دور نشر لتنشر كتب صديقي السوداني؟. وإن وجدت هذه الدور، هل يوجد عندنا قانون لحماية منشوراتها من السرقة على امتداد مساحة دولنا العربيّة؟.. فلقد أخبرني المرحوم نزار قبّاني أن اللصوص سرقوا دواوينه، وطبعوها، وباعوها، دون أن يتمكّن من توجيه الإتهام إليهم، فكم بالأحرى محاكمتهم!!. الأمّة العربيّة، يا رفيق، بحاجة إلى ثلاث عمليّات نفض جذريّة، لتحاكي الأمم المتحضّرة: الأولى طائفيّة، والثانية سياسيّة، والثالثة ثقافيّة.
وفي رسالة له بتاريخ 16 تشرين الأول 1988، طمأن الدكتور السر الحسن صديقه شربل عن أحواله، وأنه وعائلته بخير بعد أن فاض النيل وأغرق العديد من الجزر السودانيّة، وإليكم ما جاء فيها:
"عزيزي الشاعر والصديق شربل..
لك التحيّة والشوق..
لا زالت أفضالك تترى عليّ، فلقد تسلّمت طرد الكتب الأولى، والتي ما زلت أستمتع بقراءتها. وتسلّمت أخيراً مؤلّف الأستاذ كامل المر عنكم، وأيضاً فرحت به واطلعت عليه.. وقد جاءت رسالتك وقد حملت مشاعر الصداقة المخلصة القلقة علينا. وبالفعل، كانت الكارثة كبيرة يا صديقي شربل، ولكننا تجاوزناها والحمد للـه. وقد كان لرسالتك أثرها الطيّب على النفوس. شكراً لك لهذه المشاركة الأخويّة.
نحن بخير، وبيتنا، الحمد للـه، لـم يصب بسوء، وإن تضرّر إخوة لنا كثيرون من الجيران. كما أن أهلنا بالمديريّة الشماليّة واجهوا الكثير من العناء، بعد أن فاض النيل، وأغرق العديد من الجزر، أو كاد يغرق بعضها.
مرّة أخرى لك منّي فائق التمنّي، وخالص الود. إطمئن يا أخي فما زلنا بخير. وإلى لقاء قريب حيث تتيح الظروف معك ذلك اللقاء.
للآن لـم أستلم كتبي من بيروت لأردّ لك الجميل".
إذا كانت رسائل رائعة كهذه لـم ترد الجميل لشربل، فما من كتب ستردّه له يا أخي الدكتور تاج السر الحسن، فلقد كفّيت ووفّيت، أطال اللـه بعمرك، وبرونق قلمك.
والآن، سأنتقل إلى اليمن السعيد، إلى نيويورك العالـم القديم، لنتعرّف على الصحفي اليمني أحمد الأشول، ولنقرأ بعضاً من رسائله لشربل.
وأحمد الأشول، بالإضافة إلى عمله الصحفي، يعتبر من أشهر خطّاطي الأمة العربيّة كافّة، وكان الإعلامي الوحيد في المربد الذي تمكّن من إقناع شربل بإجراء حديث صحفي معه، بعد أن تعرّض شاعرنا لعمليّة ابتزاز مقرفة من أحد الصحفيين اللبنانيين. وإليكم القصّة كما سمعتها من شربل ليلة رجوعه من العراق:
لاحقه أحد الصحفيين اللبنانيين لإجراء مقابلة صحفيّة، تُنشر في إحدى كبريات الصحف اللبنانيّة، وحديث إذاعي يُبثّ عبر أثير الإذاعة اللبنانيّة الرسميّة في بيروت. وكان شربل، في كل مرّة يلتقي بها ذلك الصحفي، يرفض طلبه، ويقول له:
ـ لقد قلت كل شيء في قصيدتي، فما عليك سوى نشرها.
ولكن الصحفي لـم يقتنع بكلام شربل، بل ظلّ يلاحقه إلى أن رضخ للأمر، ووافق على إجراء المقابلة. وما أن أخرج الصحفي آلة التسجيل من محفظته، حتى التفت إلى شربل وقال:
ـ أتدري كم يكلّفني مثل هذا الشريط الفارغ؟. وكم من البطاريّات يجب أن أشتري بعد كل حديث؟.. ناهيك عن ثـمن آلة التسجيل، وعن مصاريف تنقلاّتي، وعن الوقت الذي سأقضيه في تفريغ الحديث وإعادة صياغته..
ـ ولماذا تقول لي كل هذا؟
ـ لا لشيء، فقط أريدك أن تدفع لي 200 دولار أميركي ثـمن أتعابي.
ـ ملاحقتك لي أسبوعاً كاملاً، لـم تكن حبّاً بأدبي، بل طمعاً بمالي.. أما هكذا؟!
ـ كل شيء له ثـمن.. والشهرة لها ثـمن أيضاً.. لقائي معك سيجعلك مشهوراً في لبنان والبلاد العربيّة.
ـ إسمع.. لو سألتني أن أهبك 200 دولار، حسنة لوجه اللـه، لوافقت دون أدنى تردّد، ولكن أن أدفع لك ثـمن مقابلة إذاعيّة أو صحفيّة، فاسمح لي بها.
ـ من عادتي أن آخذ 500 دولار، ولكنني رحمتك كثيراً..
ـ رُح فتّش عن غيري..
ـ طيّب 100 دولار..
ـ سلّـم لي على الشهرة والأخلاق والمناقبيّة الصحفيّة.
وبما أن صوت شربل بعيني عالٍ، ولو تكلّم همساً، فلقد سمعه العديد من المدعوّين إلى المربد، ومن ضمنهم الأستاذ أحمد الأشول، الذي اقترب منه، وهمس في أذنه:
ـ نحن في اليـمن لا نقبض ثـمن أحاديثنا الصحفيّة، هلاّ تفضّلت بمنحي حديثاً غير شكل، وأنا أعدك بتزويدك به، وإرساله إلى عنوانك في أستراليا، متى تـم نشره.
وهكذا توطّدت العلاقات بينهما، كما تخبرنا رسائل الأشول إلى شربل. ومن رسالة مؤرّخة في 17/2/1988، أختار الآتي:
"ممتنّ لك حقّاً على بادرتك النبيلة بالمكاتبة، لأن ذلك لـَمِمَّا تفرضه أصول العلاقة بيننا، وأن أكون الوفيّ نحوك بداية، خاصّة وأنني نشرت مقابلتك، وكان لها صدى إيجابيّ مؤثّر بين أوساط أدبائنا وشعرائنا. وأعتز لرأي البعض الحميم منهم إلى شخصي، الذي أثنى على المقدّمة، ولولا أنني شُغلت، لكنت حرصت على كتابة عناوينها بنفسي.
أرفق مع هذا خمس صور، الخامسة عبارة عن صورة شخصيّة لي التقطت مع إحدى لوحاتي الأربع، التي خصّصتها للمهرجان العالمي للخطّ العربي، والزخرفة الإسلاميّة، الذي سيقام بمركز صدّام للفنون ببغداد، في 24 نيسان 1988، والذي وجّهت إليّ الدعوة للمشاركة به. فإذا استحسنتم نشرها في صحفكم المحليّة، العربيّة أو الأجنبيّة، فسأعتز كثيراً، لأن ذلك سيكون مفيداً، أو رصيداً عظيماً لي أن أدرج عالميّاً في الصحف العالميّة، خاصّة وأن الخطّ العربي، كما هو معروف، يمتاز أو تمتاز حروفه بأهليّتها للتشكيل والتطويع عن سائر الحروف الأخرى.
الأخ شربل، مطلوب رأيك في المقابلة، وشكراً على بادرتك بإرسال المغلّف وما حواه، وإذا ما أتيحت الفرصة بتناول بعض قصائدك، وما قيل عنك، فسأبعث إليك بذلك.
تحيّاتي الحارة، وتمنيّاتي بتجديد اللقاء في أي مناسبة، وفي أي مكان، في الوطن العربي، أو في المهجر، أو المنفى".
وفي رسالة أخرى، أرسلها بتاريخ 2/5/1988، راح الأشول يخبر صديقه شربل عن اهتمامه بأدبه، وأنه مزمع على تسجيل انطباعه عنه في زاوية اسمها "شربل بعيني يقبض على الكلمة"، كما أنه أدرك أن شربلنا لا يحب المجاملة أو الإطراء الذي يطير في الهواء، وكيف لا يدرك ذلك وقد كان شاهداً على ما حدث بين شربل وذلك الصحفي اللبناني في بغداد، وإليكم ما كتب:
"ببالغ السرور تلقّيت المغلّف بما حواه، وازدادت غبطتي لاهتمامك المتزايد في متابعة كل جملة، وتوثيق ذلك في السلسلة اللطيفة، التي هي في نظري، وبحق، مرجع لكل أخ أو صديق يريد أن يعرف شيئاً عن شربل بعيني، وأرجو أن توافيني من جانبك بكل عدد، أو كتيّب يصدر منها، وأنا عازم، إن سنحت الظروف قريباً، أن أسجّل انطباعي عن مضمونها وعنك كتابةً في الجريدة، وقد يكون ذلك تحت عنوان "شربل بعيني يقبض على الكلمة"، أو أي عنوان آخر يخطر في حينه.. وتفسيري لذلك هو كونك لا تحب المجاملة أو الإطراء الذي يطير في الهواء، ولكنك من منطلق إنصاف نفسك وغيرك تقوم بتدوين كل رأي، وهذا هو، في نظري، ما يجب أن يأخذ به الجميع.
نعتذر عن أي تقصير حدث في قصيدتك، وكان بودّي أن تظهر صورتك، لكن للأسف لـم أعثر لك على صورة واضحة. في الأخير، لك كل التقدير والإمتنان".
وبعد انقطاع دام عدّة أشهر، أرسل الأشول، بتاريخ 1/12/1988، رسالة إلى شربل يقول فيها:
"أكتب إليك هذا على استعجال، منتهزاً تواجدي لدى وزيرنا المفوّض، وشاعرنا، وأديبنا، وكاتبنا المسرحي الأستاذ محمد الشرفي، وفوجئت عند أوّل وهلة سلّمت عليه فيها، أن بادرني بالحديث عنك. وحقيقة، وبعيداً عن المجاملة، أقول لك: لا تقطع صلتك بهذا الرجل العظيم.. وقد أخبرته بأنني أرسلت إليك المقابلة في حينه، ومن ثـم فقد قمت أنت بنشر إحدى لوحاتي إلى جانب المقابلة، التي عملت على نشرها بإحدى الصحف اللبنانيّة.
وبالفعل، فقد كان هذا الإتصال، أو التجديد له، عبر هذه الورقة، فرصة ثـمينة للتواصل، واعذروني إذا كان الإنقطاع قد استمرّ أكثر مما ينبغي".
الرسائل كثيرة، ولكن مجال النشر ضيّق، لذلك سأكتفي بهذا القدر من رسائل هذين العظيمين من بلادي العربيّة: الدكتور تاج السر الحسن، والصحفي الخطّاط أحمد الأشول. فمثلما جمعهما المربد الشعري الثامن في بغداد بالشاعر شربل بعيني، جمعتهم اليوم، بعد سنين طويلة، هذه الدراسة الموثّقة التي أكتبها بفرح زائد.
**