طاحون النشر في أستراليا

عام 1988، وفي مقال نشره في جريدة النهار المهجريّة، العدد 595، شبّه الشاعر فؤاد نعمان الخوري صديقه شربل بعيني "بطاحون النشر في أستراليا". ومن لا يعرف كميّة الكتب التي نشرها شربل يعتقد أن الخوري يهزأ من صديقه!.. ولكي تدركوا أبعاد التشبيه الفؤادي، ها أنا أنشر لائحة بأسماء الكتب الأدبيّة والمدرسيّة التي ألّفها ونشرها شربل بعيني، على أن ألحقها بالمسرحيّات، والكتب التي كتبت عنه، والجوائز والتكريم، والصحف والمجلاّت التي أصدرها، إلى آخره، علّني بذلك أثبت صحّة كلام فؤاد، وأصحّح، في نفس الوقت، بعض العمليّات الحسابيّة الخاطئة، التي اقترفها أناسٌ، عن سابق تصميم، بحقّ تاريخنا الأدبي المشرّف في هذا المغترب البعيد.
ولكنني، وقبل أن أبدأ بنشر اللائحة، أحبّ أن ألفت انتباهكم إلى عدد الطبعات التي صدرت من كل كتاب، حتى تأتي عمليّاتكم الحسابيّة صحيحة وصادقة:
مراهقة ـ أربع طبعات: 1968، 1983، 1987،1989
قصائد مبعثرة عن لبنان والثورة ـ 1970
مجانين ـ ثلاث طبعات: 1976، 1986،1993.
إلهي جديد عليكم ـ 1982
مشّي معي ـ 1982
رباعيّات ـ طبعتان: 1983، 1986.
قصائد ريفيّة ـ طبعتان: 1983، 1992
من كل ذقن شعرة ـ ثلاث طبعات: 1984، 1986، 1990
من خزانة شربل بعيني ـ طبعتان: 1985، 1992
الغربة الطويلة ـ طبعتان: 1985، 1992
كيف أينعت السنابل؟ ـ طبعتان: 1987، 1988
أللـه ونقطة زيت ـ 1988.
كي لا ننسى بطرس عنداري ـ 1988
معزوفة حب ـ 1989
ـ أحباب ـ 1990
مناجاة علي ـ طبعتان: 1991، 1992.
قرف ـ 1993
سبعة عشر كتاباً أدبيّاً، بثلاثين إصداراً أو طبعة لا فرق.. إلى هنا واللائحة لـم تكتمل بعد، إذ أنني، كما وعدتكم، سأطلعكم على الكثير، فلا تتأفّفوا من كثرة مؤلفات شربل، بل تأففوا إذا أخفيت منها شيئاً، لأن النتاج الأدبي متى نشر، يصبح ملككم أنتم، وليس ملك صاحبه.
أخبرنا البروفسور نديم نعيمة حين زار أستراليا، أن المكتبة الوطنيّة في كانبرا، تحتفظ بكتب شربل بعيني بطريقة مشرّفة، تماماً كما تحتفظ بكتب عمالقة الأدب الانكليزي.. فلقد طلبت منه الموظفة هناك أن يطبع على الكومبيوتر إسم أديب ما، فما كان منه إلاّ أن طبع إسم شربل بعيني، فكرّت أمامه على الشّاشة أسماء كتبه العديدة بشكل رائع. وليس هذا فحسب، بل أن المكتبة الوطنيّة، تحتفظ أيضاً بالنسخة الأولى لكتاب مجانين، الذي طبعه شربل سنة 1976، واعتبر أوّل كتاب شعري عربي طبع على مطابع أسترالية، وسجّل في المكتبة الوطنيّة. وصدّقوني أن العديد من المتعاملين بالشؤون الأدبية والفنيّة في هذا المهجر، يجهلون أن عليهم واجب تسجيل مؤلفاتهم المطبوعة في أستراليا بالمكتبة الوطنيّة ـ كانبرا، ومكتبة الولاية التي يعيشون فيها، وإلاّ تعرّضوا لملاحقة القانون، ولدفع غرامة مالية كبرى.
وبما أن شربل بعيني يملك دار نشر مسجلة باسمه في الدوائر الحكوميّة، ومعلن عنها في جميع المنشورات التي تروّج للكتب الأسترالية في العالـم، كان على معرفة تامّة بقانون النشر في هذه البلاد.
وقد لا أذيع سرّاً إذا قلت إن مؤسسة "جايمس بانّيت" لتوزيع الكتب، قد ساهمت كثيراً في توزيع كتب شربل العربيّة والإنكليزيّة على العديد من المكتبات الأسترالية والعالميّة.. وهذا ما ساعد أدب شربل على الإنتشار السريع في العالـم. وهذا أيضاً ما دفع شربل إلى الإسراع بنقل بعض كتبه إلى لغات مختلفة. ومن هذه الكتب أذكر:
مناجاة علي، طبعتان: 1992، 1995 ـ ترجمه:
ـ إلى الإنكليزية الأساتذة: ناجي مراد، إيلي شعنين وجو اليموني.
ـ إلى الفرنسيّة الاستاذ عبد اللـه خضر.
ـ إلى الإسبانيّة الاستاذ إبراهيم سعد.
وهناك من يترجمه إلى الأورديّة واليونانيّة أيضاً.
رباعيّات، 1993:
ـ ترجمه إلى الإنكليزيّة الدكتور آميل الشدياق.
أللـه ونقطة زيت، 1997
ـ ترجمته إلى الإنكليزيّة السيّدة مهى بشارة.
بالإضافة إلى العديد من كتبه التي تـمّ نقلها إلى الإنكليزيّة والتي سترى النور عمّا قريب بإذن اللـه.
الآن، بإمكانكم أن تضيفوا ثلاثة كتب، بأربع طبعات، إلى اللائحة السابقة، وأن تتركوا، إذا سمحتم، جدول الحساب مفتوحاً. مع العلم أن الطبعة الثانية من مناجاة علي قد ضمّت أربعة كتب دفعة واحدة، بأربع لغات.
عام 1993، وفي يوبيل شربل بعيني الفضيّ، أعلن سيادة المطران يوسف حتّي، راعي الأبرشيّة المارونيّة السابق في أستراليا ونيوزيلندا، أن شربل بعيني الأديب والشاعر لا يهمّه، بقدر ما يهمّه شربل بعيني المربّي، وإليكم ما قال:
".. وقد يفاجأ البعض إذا قلت: إن شربل بعيني الشاعر، في يوبيله الفضّي، لا يهمّني، بقدر ما يهمّني شربل بعيني المربّي، واضع العديد من الكتب المدرسيّة، التي تبنّتها الحكومة الأسترالية، وتناقلتها أيدي الطلبة العرب في المغتربات. مؤلفاته المدرسية هذه، سدّت فراغاً تعليميّاً هائلاً، بعد أن شحّت، بسبب الحرب، الكتب العربيّة المستوردة، وعجز البعض منها، عن استمالة الطالب المغترب، وترغيبه النطق بلغته الأم، لو لـم يتدارك شربل بعيني الأمر، ويتفرّغ كلياً لإعداد كتب مدرسيّة حديثة، قد لا يخلو صف أو مدرسة منها".
وعندما يصدر كلام مسؤول كهذا، عن رجل مسؤول كالمطران حتّي علينا أن نفتّش عن الأسباب التي دفعته إلى قول ما قال.
عام 1980، إلتحق شربل بعيني بمعهد سيّدة لبنان ـ هاريس بارك، التابع لراهبات العائلة المقدّسة المارونيّات، الذي ترأسه الآن الأخت إيرين بو غصن. وكانت الأخت كونستانس باشا، رئيسة المعهد يومذاك، قد طلبت منه تدريس أطفال الجالية أصول اللغة العربيّة، فرفض بادىء ذي بدء لصعوبة المهمة، ولازدهار تجارة الكاسيتات الغنائية العربية التي يقوم بها. ولكنه، بعد عدة أيام، تراجع عن رفضه وقبل الوظيفة، ليس حباً بالمال، بل حبّاً بنشر اللغة العربيّة في بلاد كل مَن فيها وما فيها يتكلّم الإنكليزية، والسهر على تربية أجيالنا الصاعدة.
وبما أن الحرب اللبنانية، في ذلك الوقت، كانت تقضي على كل شيء في وطنه الحبيب لبنان، وجد أن استيراد الكتب المدرسيّة من لبنان يعتبر من سابع المستحيلات بسبب الأوضاع الأمنيّة المترديّة، أضيفوا إلى ذلك صعوبة تعليمها لأطفالنا المغتربين، كونها لـم تكتب لأطفال يشربون اللغة الإنكليزية مع حليبهم، وفي نفس الوقت لـم تطعّم ببعض الترجمات الإنكليزيّة التي تقرب اللغة العربيّة إليهم، وتقرّبهم إليها. فما كان منه، بمساعدة الراهبات الفاضلات، وبدعم من الحكومة الأسترالية، إلاّ أن بدأ بإعداد الكتب العربيّة الحديثة المزدانة بترجمات إنكليزيّة عديدة، وبرميها أمام أعين طلاّبه وطلاّب معظم المدارس الحكوميّة والخاصّة في أستراليا. وها هو السيّد "غريمشو" سكرتير وزير التربية في ولاية نيو ساوث ويلز عام 1985، يهنىء الراهبات على كتاب شربل بعيني الأول القراءة السهلة برسالة نقتطع منها:
"لقد تمت الموافقة على النسخة النهائية من الكتاب، مع تنويه خاص لمدرستكم لإعداد كتاب مدرسي رائع، نحن بأشد الحاجة إليه من أجل تعليم اللغة العربية في هذه البلاد، خاصة أنه يحتوي على مواد محليّة مشوّقة. ولهذا إسمحوا لي أن أهنّىء مدرستكم على هذا الإنجاز التعليمي المتقدّم"..
وإليكم لائحة بأسماء كتبه المدرسية:
1ـ القراءة السهلة ـ طبعتان: 1984، 1985
2ـ سامي وهدى ـ طبعتان: 1985، 2000
3ـ قاموسي ـ طبعتان: 1985، 1987
4ـ القراءة الشاملة، الجزء الأول ـ 1988
5ـ القراءة الشّاملة، الجزء الثاني ـ 1988
6ـ القراءة الحديثة ـ 1990
7ـ دفتري السّادس ـ 1990
8ـ دروب القراءة ـ 1991
9ـ نعم، أنا أقرأ العربيّة ـ 1992
10ـ تعالوا نكتب، الجزء الخامس ـ 1996
11ـ قراءتي الثانية ـ 1997
12ـ كتابي الأول ـ 1998
إثنا عشر كتاباً مدرسياً، بخمسة عشر إصداراً أو طبعة.. فيكون المجموع إثنين وثلاثين كتاباً، وتسعة وأربعين إصداراً، بدون الكتب التي نشرها، من ماله الخاص، لأشخاص أحبّهم وأحبّ أدبهم.
ثُمّ لا ننسى أن شربل قد أصدر عام 1974 جريدة صوت الأرز. صحيح أنّها لـم تعش طويلاً، ولكنها كانت أوّل جريدة مهجريّة في ذلك الحين توزّع مجاناً.
كما أنه أصدر عام 1995 مجلّة ليلى، التي عاشت أكثر من أربع سنوات متتاليّة، كان حصيلتها 48 عدداً.
بعد هذه العمليّة الحسابية البسيطة، ألا يحق للشاعر فؤاد نعمان الخوري أن يشبّه "شربلنا" بطاحون النشر في أستراليا؟
لقد صدق الرئيس القاري للجامعة اللبنانية الثقافيّة في العالـم ـ قارّة أميركا الشماليّة، الأديب المهجري جوزيف حايك، حين قال في صكّ إمارته:
"شربل بعيني قد جنّد حياته وقلمه لتربية الأجيال، وأغنى المكتبات العامّة بأدبه ومؤلّفاته"؟..
لأن هذا ما يثبته الواقع.
**